فصل: سنة إحدى وتسعين ومائة فيها توفي سلمة بن الفضل الأبرش

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة إحدى وتسعين ومائة فيها توفي سلمة بن الفضل الأبرش

قاضي الري وراوي المغازي عن ابن إسحاق‏.‏

وهو مختلف وفيها الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي مولاهم‏.‏

المصري الفقيه صاحب مالك‏.‏

وله ستون سنة‏.‏

وقد أنفق أموالًا كبيرة في طلب العلم‏.‏

ولزم مالكًا مدة‏.‏

وسأله عن دقائق الفقه‏.‏

وفيها الفضل بن موسى السيناني شيخ مرو ومحدثها وسينان من قرى مرو‏.‏

ارتحل وكتب الكثير‏.‏

وحدث بن هشام بن عروة وطبقته‏.‏

قال أبو نعيم الكوفي‏:‏ هو أثبت من ابن المبارك‏.‏

وقال وكيع‏:‏ أعرفه ثقة صاحب سنة‏.‏

وفيها محمد بن سلمة الحراني الفقيه‏.‏

محدث حران ومفتيها‏.‏

روى عن هشام بن حبان وطبقته‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ كان ثقة فاضلًا له رواية وفتوى‏.‏

وفيها مخلد بن الحسين الأزردي المهلبي البصري‏.‏

نزيل المصيصة‏.‏

وكان من عقلاء زمانه وصلحائهم‏.‏

وفيها معمر بن سليمان الرقي‏.‏

روى عن إسماعيل بن أبي خالد وطبقته‏.‏

وكان من أجلاء المحدثين‏.‏

ذكره الإمام أحمد فذكره من فضيلته وهيبته‏.‏

وقال أبو عبيد‏:‏ كان من خير من رأيت‏.‏

فيها أول ظهور الخرمية المارقة بجبال أذربيجان‏.‏

فغزاهم حازم ابن خزيمة فقتل وسبى‏.‏

وفيها توفي الإمام الكبير أبو محمد عبد الله إدريس الأزدي الكوفي الحافظ العابد‏.‏

روى عن حصين بن عبد الرحمن وطبقته‏.‏

وقد روى عن مالك مع تقدمه وجلالته‏.‏

قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ كان عبد الله بن إدريس نسيج وحده‏.‏

وقال ابن عرفة‏:‏ ما رأيت بالكوفة أفضل منه‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ هو إمام من أئمة المسلمين حجة‏.‏

وقال غيره‏:‏ لم يكن بالكوفة أعبد لله منه‏.‏

عاش اثنتين وسبعين سنة‏.‏

وفيها علي بن ظبيان العبسي الكوفي القاضي أبو الحسن ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد ثم ولي قضاء القضاة وروى عن أبي حنيفة وإسماعيل بن أبي خالد‏.‏

وكان محمود الأحكام دينا متواضعًا ضعيف الحديث‏.‏

وفيها الأمير الفضل بن يحيى البرمكي أخو جعفر البرمكي مات في السجن وقد ولي أعمالًا جليلة‏.‏

وكان أندى كفًا من جعفر مع كبر وتيه‏.‏

له أخبار في السخاء المفرط حتى إنه وصل مرة بعض أشراف العرب بخمسين ألف دينار‏.‏

وفيها مفتي الأندلس وخطيب قرطبة صعصعة بن سلام الدمشقي‏.‏

سنة ثلاث وتسعين ومائة فيها سار الرشيد إلى خراسان ليمهد قواعدها‏.‏

وكان قد بعث في العام الماضي هرثمة بن أعين فقبض له على الأمير بن عيسى بن ماهان بحيلة وخديعة واستصفى أمواله وخزائنه فبعث بها الرشيد وهو بجرجان‏.‏

على ألف وخمسين مائة جمل‏.‏

ثم سار إلى طوس في صفر‏.‏

وهو عليل‏.‏

وكان رافع بن الليث قد استولى على ما وراء النهر وعصى فالتقى جيشه وعليهم أخوه هم وهرثمة فهزمهم‏.‏

وقتل أخو رافع‏.‏

وملك هرثمة بخارى‏.‏

وفيها توفي في ذي القعدة‏.‏

توفي الإمام العلم أبو بشر إسماعيل بن علية الأسدي‏.‏

مولاهم البصري‏.‏

واسم أبيه إبراهيم بن مقسم‏.‏

وعلية أمه‏.‏

سمع أيوب وطبقته‏.‏

قال فهد بن هارون‏:‏ دخلت البصرة وما بها أحد يفضل في الحديث علي بن علية‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ إليه المنتهى في التثبت بالبصرة‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ كان ثقة ورعًا تقيًا‏.‏

وقال شعبة‏:‏ ابن علية سيد المحدثين‏.‏

وتوفي بعده بأيام محمد بن جعفر غندر الحافظ أبو عبد الله البصري صاحب شعبة‏.‏

وقد قال ابن معين‏:‏ كان من أصح الناس كتابًا‏.‏

وقال آخر‏:‏ مكث غندر خمسين سنة يصوم يومًا ويفطر يوما‏.‏

وفيها مخلد بن يزيد الحراني محدث رحال‏.‏

روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري وطبقته‏.‏

وفيها في ذي الحجة أبو عبد الله مروان بن معاوية الفزاري الكوفي الحافظ نزيل دمشق‏.‏

وابن عم أبي إسحاق الفزاري‏.‏

روى عن حميد الطويل وطبقته‏.‏

قال الإمام أحمد‏:‏ ثبت حافظ‏.‏

وقال ابن المديني‏:‏ ثقة فيما روى عن المعروفين‏.‏

وفيها الإمام أبو بكر بن عياش الأسدي مولاهم الكوفي الخياط‏.‏

شيخ الكوفة في القراءة والحديث‏.‏

وله بضع وتسعون سنة‏.‏

كان من شيخ من أجل أصحاب عاصم‏.‏

قطع الإقراء بن قبل موته بتسع عشرة سنة‏.‏

وقال ابن المبارك‏:‏ ما رأيت أحدًا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان لا يفر من التلاوة قرأ اثني عشر ألف ختمة‏.‏

وقيل أربعة وعشرين ألف ختمة‏.‏

وفيها العباس بن الأحنف أحد الشعراء المجيدين ولاسيما في الغزل‏.‏

وفي ثالث جمادى الآخر توفي هارون الرشيد أبو جعفر بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله

العباسي بطوس‏.‏

وكانت أيامه ثلاثًا وعشرين سنة‏.‏

ومولده بالري سنة ثمان وأربعين ومائة‏.‏

روى عن أبيه وجده‏.‏

مبارك بن فضالة‏.‏

وحج مرات في خلافته‏.‏

وغزا عدة غزوات حتى قيل فيه‏:‏ فمن يطلب لقائك أو يرده فبالحرمين أو أقصى الثغور وكان شهمًا شجاعًا حازمًا جوادًا ممدحًا فيه دين وسنة مع انهماكه على اللذات والقيان‏.‏

وكان أبيض طويلًا سمينًا مليحًا قد خطه الشيب‏.‏

ورد أنه كان يصلي في اليوم مائة ركعة إلى أن مات ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم‏.‏

وكان يخضع للكبار ويتأدب معهم‏.‏

وعظه الفضيل‏.‏

وابن السماك وغيرهما‏.‏

وله مشاركة قوية في الفقه والعلم والأدب‏.‏

وفيها وقيل بعدها‏.‏

فقيه الأندلس زياد بن عبد الرحمن اللخمي شبطون صاحب مالك‏.‏

وعليه تفقه يحيى بن يحيى قبل أن يرحل الى مالك‏.‏

وكان زياد ناسكًا ورعًا أريد على القضاء فهرب‏.‏

وفيها نقفور ملك الروم في حرب برجان‏.‏

وكانت مملكته تسعة أعوام‏.‏

فملك بعده ابنه شهرين وهلك‏.‏

فملك زوج أخته ميخائل بن جرجس لعنهم الله‏.‏

سنة أربع وتسعين ومائة فيها وثب الروم على ملكهم ميخائيل فهرب وترهب‏.‏

وقام بعده ليون القائد‏.‏

وفيها مبدأ الفتنة بين الأمين والمأمون‏.‏

وكان الرشيد أبوهما قد عقد بالعهد للأمين ثم من بعده للمأمون‏.‏

وكان المأمون على إمرة خراسان‏.‏

فشرع الأمين في العمل على خلع أخيه ليقدم ولده ابن خمس سنين وأخذ يهدي الأموال للقواد ليقوموا معه في ذلك‏.‏

ونصحه أولو الرأي فلم يرعو حتى آل الأمر إلى أن قتل‏.‏

وفي آخرها توفي الإمام أبو عمر حفص بن غياث بن طلق النخعي قاضي الكوفة وقاضي بغداد‏.‏

روى عن الأعمش وطبقته‏.‏

وعاش خمسًا وسبعين سنة‏.‏

قال يحيى القطان‏:‏ حفص أوثق أصحاب الأعمش‏.‏

وقال سجادة‏:‏ كان يقال ختم القضاء يحفص بن غياث‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ جميع ما حدث به حفص بالكوفة وبغداد فمن حفظه‏.‏

وقال حفص‏:‏ والله ما وليت القضاء حتى حملت لي الميتة‏.‏

وفيها سويد بن عبد العزيز الدمشقي قاضي بعلبك‏.‏

قرأ القرآن على يحيى الزماري‏.‏

وروى عن أبي الزبير المكي‏.‏

والكبار وعاش بضعًا وثمانين سنة‏.‏

ضعفوه‏.‏

وفيها عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي محدث البصرة‏.‏

روى عن أيوب السختياني‏.‏

ومالك بن دينار‏.‏

وطبقتهما‏.‏

وقال أبو إسحاق النظام المتكلم وذكر عبد الوهاب‏:‏ هو والله أحلى من أمن من بعد خوف‏.‏

وبرء بعد سقم وخصب بعد جذب وغنى بعد فقر ومن إطاعة المحبوب ومن فرج المكروب‏.‏

وفيها محمد بن أبي عدي البصري المحدث‏.‏

وروى عن حميد وطبقته‏.‏

وكان أحد االثقات الكبار‏.‏

وفيها محمد بن حرب الخولاني الأبرش الحمصي قاضي دمشق‏.‏

روى عن الزبيدي فأكثر‏.‏

وعن محمد بن زياد الألهاني وكان حافظًا مكثرًا‏.‏

وفيها يحيى بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي الحافظ ولقبه جمل‏.‏

روى عن الأعمش وخلق‏.‏

وحمل المغازي عن ابن إسحاق واعتنى بها وزاد فيها أشياء‏.‏

وفيها استشهد في غزوة أبو علي شقيق البلخي الزاهد شيخ خراسان‏.‏

سافر مرة وفي صحبته ثلاث مائة مريد‏.‏

وهو شيخ حاتم الأصم‏.‏

وفيها سلم بن سالم البلخي الزاهد‏.‏

روى عن ابن جريج وجماعة‏.‏

وكان صوامًا قوامًا في الأمر بالمعروف‏.‏

قال أبو مقاتل السمرقندي‏:‏ سلم في زماننا كعمر بن الخطاب في زمانه‏.‏

قلت‏:‏ هو وشقيق ضعيفان في الحديث‏.‏

وفيها عمر بن هارون البلخي‏.‏

روى عن جعفر الصادق وطبقته‏.‏

وكان كثير الحديث بصيرًا بالقراءات‏.‏

تركوه‏.‏

سنة خمس وتسعين ومائة فيها لما تيقن المأمون أن الأمين خلعه تسمى بإمام المؤمنين وكوتب بذلك‏.‏

وجهز الأمين علي بن عيسى بن ماهان في جيش عظيم أنفق عليهم أموالًا لا تحصى‏.‏

وأخذ علي معه له قيد فضة ليقيد به المأمون بزعمه‏.‏

فبلغ إلى الري‏.‏

وأقبل طاهر بن الحسين الخزاعي في نحو أربعة آلاف‏.‏

فأشرف على جيش ابن ماهان وهم يلبسون السلاح وقد إمتلأت بهم الصحراء بياضًا وصفرة في العدد المذهبة‏.‏

فقال ابن طاهر‏:‏ هذا ما لا قبل لنا به‏.‏

ولكن جعلوها خارجية واقصدوا القلب‏.‏

ثم ذلك ذكروا ابن ماهان الأيمان التي في عنقه للمأمون‏.‏

فلم يلتفت‏.‏

وبرز فارس من جند ابن ماهان فحمل عليه طاهر بن الحسين فقتله‏.‏

وشد داود شباه على علي بن عيسى بن ماهان فطعنه وصرعه وهو لا يعرفه ثم ذبحه بالسيف‏.‏

فانهزم جيشه وحمل رأسه على رمح‏.‏

وأعتق طاهر مماليكه شكرًا لله‏.‏

وشره أمر الأمين في سفال وملكه في زوال‏.‏

قيل إنه لما بلغه قتل ابن ماهان وهزيمة جيشه كان يتصيد سمكًا‏.‏

فقال للبريدي‏:‏ ويلك دعني‏.‏

كوثر وقد صاد سمكتين وأنا فما صدت شيئًا بعد‏.‏

وندم في الباطل على خلع أخيه وطمع في أمراؤه‏.‏

ولقد فرق عليهم أموالًا لا تحصى حتى فرغ الخزائن وما نفعوه‏.‏

وجهز جيشًا فالتقاهم طاهر أيضًا بهمدان‏.‏

فقتل في المصاف خلق كثير من الفريقين وانتصر طاهر بعد وقعتين أو ثلاث‏.‏

وقتل مقدم الجيش الأمين عبد الرحمن الأساوي أخذ الفرسان المذكورين بعد أن قتل جماعة‏.‏

وزحف طاهر حتى نزل بحلوان‏.‏

وفيها ظهر بدمشق أبو العميطر السفياني فبايعوه بالخلافة‏.‏

واسمه علي بن عبد الله بن خالد بن الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان‏.‏

فطرد عاملها الأمير سليمان بن المنصور‏.‏

فسير الأمين عسكرًا لحربه‏.‏

فنزلوا الرقة ولم يقدموا عليه‏.‏

وفيها توفي إسحاق بن يوسف الأزرق محدث واسط‏.‏

روى عن الأعمش وطبقته وكان حافظًا عابدًا يقال إنه بقي عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء‏.‏

وفيها بشر بن السري البصري الأفوه نزيل مكة‏.‏

وكان فصيحًا بالمواعظ مفوهًا ذا صلاح‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ كان متقنًا للحديث عجبًا‏.‏

قلت‏:‏ روى عن مسعر والثوري وطبقتهما‏.‏

وفيها أبو معاوية الضرير محمد بن معاوية الكوفي الحافظُ‏.‏

ولد سنة ثلاث عشرة ومائة‏.‏

ولزم وقال أبو نعيم‏:‏ سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية‏:‏ أما أنت فقد ربطت رأس كيسك‏.‏

وكان شعبة إذا توقف في حديث الأعمش راجع أبا معاوية وسأله عنه‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن محمد المحاربي الحافظ‏.‏

روى عن عبد الملك بن عُميْر وخلق‏.‏

قال وكيع‏:‏ ما كان أحفظه للطوال‏.‏

توفي بالكوفة‏.‏

وفيها أو في التي مضت عثام بن علي الكوفي‏.‏

روى عن هشام بن عروة والأعمش‏.‏

وفيها أو في الماضية محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم روى عن حصين بن عبد الرحمن وطبقته وكان يتشيع‏.‏

وفيها محدث الشام أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏

توفي بذي المروة راجعًا من الحج في المحرم‏.‏

روى عن يحيى الذماري ويزيد بن أبي مريم‏.‏

وخلائق‏.‏

وصنف التصانيف‏.‏

قال ابن جوصا‏:‏ ثم نزل نسمع انه بن كتب مصنفات الوليد بن مسلم صلح أن يلي القضاء‏.‏

وهي سبعون كتابًا‏.‏

وقال أبو مسهر‏:‏ كان مدلسًا ربما دلس عن الكذابين‏.‏

وفيها يحيى بن سليم الطائفي الحذاء بمكة‏.‏

وكان ثقة صاحب حديث‏.‏

روى عن عبد الله بن سنة ست وتسعين ومائة‏.‏

فيها توثب الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان ببغداد‏.‏

فخلع الأمين في رجب وحبسه‏.‏

ودعا إلى بيعة المأمون فلم ينشب أن وثب الجند عليه فقتلوه‏.‏

وأخرجوا الأمين‏.‏

وجرت أمور طويلة وفتنة كثيرة‏.‏

وفيها توفي قاضي البصرة أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري في ربيع الآخر‏.‏

روى عن حميد الطويل وطبقته وكان أحد الحفاظ‏.‏

قال يحيى القطان‏:‏ ما بالبصرة‏.‏

و لابالكوفة‏.‏

ولا بالحجاز‏.‏

أثبت من مُعاذ بن معاذ‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ كان ثبتًا‏.‏

وما رأيت أعْقَلَ منه‏.‏

وفيها قاضي شيراز ومحدثها سعد بن الصلت الكوفي‏.‏

روى عن الأعمش وطبقته وكان حافظًا‏.‏

قال سفيان‏:‏ ما فعل سعد بن الصلت قالوا له‏:‏ ولي القضاء‏.‏

قال‏:‏ ذره واقعد في الحش‏.‏

قلت‏:‏ آخر من روى عنه شيخه إسحاق بن ابراهيم بن شاذان‏.‏

وفيها أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي الأديب شاعر العراق‏.‏

وقال الحافظ‏:‏ ما رأيت أعلم باللغة منه‏.‏

سنة سبع وتسعين ومائة فيها حوصر الأمين ببغداد وأحاط به طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين وزهير بن المسيب في جيوشهم‏.‏

وقاتلت مع الأمين الرعية‏.‏

وقاموا معه قيامًا لا مزيد عليه ودام الحصار سنة‏.‏

واشتد البلاء وعظم الخطب‏.‏

وفيها أي سنة ثمان توفي الإمام العلم أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي‏.‏

شيخ الحجاز في أول رجب وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

سمع زياد بن علاقة الزهري والكبار‏.‏

وقال الشافعي‏:‏ لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز‏.‏

وقال ابن وهب‏:‏ لاأعلم أحدًا أعلم بالتفسير منه‏.‏

وقال أحمد العجلي‏:‏ كان حديثه نحوًا من سبعة آلاف حديث‏.‏

ولم يكن له كتاب و كان ثبتًا في الحديث‏.‏

وقال فهر بن أسد‏:‏ مارأيت متل ابن عيينة‏.‏

فقيل له‏:‏ ولا شعبة قال‏:‏ ولا شعبة‏.‏

وقال أحمد‏:‏ ما رأيت أحدًا أعلم بالسنن منه‏.‏

وفيها الإمام الحبر أبو محمد عبد الله بن وهب الفهري مولاهم المصري أحد الأعلام في شعبان‏.‏

ومولده سنة خمس وعشرين ومائة‏.‏

وطلب العلم بعد الأربعين ومائة بعام أوعامين‏.‏

وروى عن ابن جُرَيْج‏.‏

وعمرو بن الحارث وخلق‏.‏

وتفقه بمالك والليث‏.‏

قال أبو سعد بن يونس‏:‏ جمع ابن وهب بين الفقه والرواية والعبادة‏.‏

وله تصانيف كثيرة‏.‏

وقال أحمد بن صالح المصري‏:‏ حدث ابن وهب بمائة ألف حديث مارأيت أحدًا أكثر حديثًا منه‏.‏

وقال خالد بن خداش‏:‏ قرىء على ابن وهب كتابه في أهوال يوم القيامة فخر مغشيًا عليه فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام‏.‏

وقال يونس بن عبد الأعلى‏:‏ كانوا أرادوه على القضاء فتغيب‏.‏

وفيها محدث الشام الإمام أبو يحمد بقية بن الوليد الكلاعي الحمصي الحافظ‏.‏

ومولده سنة عشر ومائة‏.‏

وروى عن محمد بن زياد الألهاني و بجير بن سعد والكبار‏.‏

وأخذ عمن دب ودرج‏.‏

وتفقه بالأوزاعي‏.‏

وكان مشهورًا بالتدليس كالوليد بن مسلم‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ إذا روى عن ثقة فهو حجة‏.‏

وقال بقية‏:‏ قال لي شعبةُ‏:‏ إني لأسمع منك أحاديث لو لم أسمعها لطرت‏.‏

وفيها شُعَيْبُ بن حرب المدائني الزاهد أحد علماء الحديث‏.‏

روى عن مالك بن مغول وطبقته‏.‏

قال الطبيب بن إسماعيل‏:‏ دخلنا عليه وقد بنى له كوخًا وعنده خبز يابس يبله ويأكل وهو جلد وعظم‏.‏

وقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ حمل على نفسه في الورع‏.‏

وفيها شيخ الإقراء بالديار المصرية أبو سعيد عثمان بن سعيد القيرواني ثم المصري ورش صاحبُ نافع‏.‏

وله سبع وثمانون سنة‏.‏

وفيها محمد بن فليح بن سليمان المدني‏.‏

روى عن هشام بن عروة وطبقته‏.‏

وفيها قاضي صنعاء وعالمها هشام بن يوسف الصنعاني‏.‏

أخذ عن معمر‏.‏

وابن جريح وجماعة‏.‏

قال ابن معين‏:‏ هو أثبت بن عبد الرزاق في ابن جُريْج‏.‏

وفيها الإمام العلم أبو سفيان وكيع بن الجراح الرؤاسي في المحرم راجعًا من الحج بفَيد وله سبع وستون سنة‏.‏

روى عن الأعمش وأقرانه‏.‏

قال ابن معين‏:‏ كان وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه‏.‏

وقال أحمد‏:‏ ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع‏.‏

وقال القعنبي‏:‏ كنا عند حماد بن زيد فخرج وكيع فقالوا‏:‏ هذا راوية سفيان‏.‏

قال‏:‏ إن شئتم وقال يحيى بن أكثم‏:‏ صحبت وكيعًا فكان يصومُ الدهر ويختم القرآن فيه كل ليلة‏.‏

وقال الإمام بن أحمد‏:‏ ما رأت عيني مثل وكيع قط‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ ما رأيت أفضل بن و كيع‏.‏

كان يحفظ حديثه ويوم يقوم الليل‏.‏

ويسرد الصوم ويفتي بقول أبي حنيفة قال‏:‏ وكان يحيى القطان يفتي بقوله أيضًا‏.‏

سنة ثمان وتسعين ومائة في المحرم ظفر طاهر بن الحسين بعد أمور يطول شرحها بالأمين‏.‏

فقتله ونصب رأسه على رمح‏.‏

وكان مليحًا أبيض جميل الوجه طويل القامة‏.‏

عاش سبعًا وعشرين سنة‏.‏

واستخلف ثلاث سنين وأيامًا وخلع في رجب سنة ست وتسعين‏.‏

وحارب سنة ونصفًا وهو ابن زبيدة بنت جعفر بن المنصور‏.‏

وكان مبذرًا للأموال قليل الرأي كثير اللعب‏.‏

لا يصلح للخلافة‏.‏

سامحه الله ورحمه‏.‏

وفيها توفي أول رجب شيخ الحجاز وأحد الأعلام أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي الحافظ نزيل مكة‏.‏

وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

سمع زياد بن علاقة والزهري والكبار‏.‏

وقال الشافعي‏:‏ لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز‏.‏

وقال أحمد العجلي‏:‏ كان حديثه نحوًا من سبعة آلاف حديث‏.‏

ولم يكن له كتب‏.‏

وقال فهر بن أسد‏:‏ ما رأيت مثل ابن عيينة‏.‏

وقال أحمد بن حنبل‏:‏ ما رأيت أحدًا أعلم بالسنن من ابن عيينة‏.‏

توفي سنة سبع وهذا هو الصحيح‏.‏

وفي جمادى الآخرة الإمام أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي البصري اللؤلؤي الحافظ‏.‏

أحد أركان الحديث بالعراق‏.‏

وله ثلاث وستون سنة‏.‏

روى عن هشام الدستوائي وخلق‏.‏

وأول طلبه سنة نيف وخمسين ومائة‏.‏

فكتب عن صغار التابعين كأيمن بن نائل وغيره‏.‏

قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ هو أفقه من القطان وأثبت من وكيع‏.‏

وقال ابن المديني‏:‏ كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس‏.‏

لو حلفت‏.‏

لحلفت بين الركن والمقام أني لم أر أعلم منه‏.‏

قلت‏:‏ وكان أيضًا رأسًا في العبادة رحمه الله‏.‏

وفي شوال الإمام أبو يحيى معن بن عيسى المدني القزاز صاحب مالك‏.‏

روى عن موسى بن علي بن رباح وطائفة‏.‏

وكان حجة صاحب حديث‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ هو أثبت أصحاب مالك وأوثقهم‏.‏

وفي صفر الإمام أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان البصري الحافظ‏.‏

أحد الأعلام‏.‏

وله ثمان وسبعون سنة روى عن عطاء بن السائب وحميد وخلق‏.‏

قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ ما رأيت بعيني مثله‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ قال لي عبد العجمان بن مهدي‏:‏ لا ترى بعينيك مثل يحيى لقطان‏.‏

وقال بندار‏:‏ اختلفت إليه عشرين سنة فما أظنه أنه عصى الله قط‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم في كل ليلة ولم تفته الزوال في المسجد أربعين سنة‏.‏

وفيها أبو عبد الرحمن مسكين بن كبير الحراني‏.‏

روى عن جعفر بن برقان وطبقته‏.‏

وكان مكثرًا تقة‏.‏

وفيها انتدب محمد بن صالح بن بيهس الكلابي أميرعرب الشام لحرب السفياني ولمن قام معه من الأموية‏.‏

وأخذ منهم دمشق‏.‏

وهرب أبو العميطر السفياني في إزار بن المزة‏.‏

وجرت بين أهل المزة وداريا وبين ابن بيهس حروب ظهر فيها عليهم‏.‏

واستولى على دمشق‏.‏

وأقام الدعوة فيها للمأمون‏.‏

فيها فتنة ابن طباطبا العلوي‏.‏

وهو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب‏.‏

ظهر بالكوفة وقام بأمره أبو السرايا السري بن منصور الشيباني‏.‏

وسرع الناس إلى ابن طباطبا وغلب على الكوفة‏.‏

وكثر جيشه‏.‏

فسار لحربه زهير بن المسيب في عشرة آلاف‏.‏

فالتقوا‏.‏

فهزم زهير واستبيح عسكره‏.‏

وذلك في سلخ جمادى الآخرة‏.‏

فلما كان بن الغد أصبح ابن طباطبا ميتًا‏.‏

فقيل إن أبا السرايا سمه لكونه لم ينصفه في الغنيمة‏.‏

وأقام بعده في الحال محمد بن محمد ابن زيد بن علي الحسيني‏.‏

شاب أمرد‏.‏

ثم جهز الحسن بن سهل جيشًا عليهم عبدوس المروذي فالتقوا فقتل عبدوس‏.‏

وأسر عمير وقتل خلق من جيشه‏.‏

وقوي العلويون‏.‏

ثم استولى أبو السرايا على واسط فسار لحربه هرثمة بن أعين‏.‏

فالتقوا فقتل خلق من أصحاب أبي السرايا وتقهقر إلى الكوقة‏.‏

ثم التقوا ثانيًا وعظمت الفتنة ولا سيما بالحجاز‏.‏

وفيها توفي إسحاق بن سليمان الرازي الكوفي الأصل‏.‏

روى عن ابن أبي ذيب وطبقته‏.‏

وكان عابدًا خاشعًا يقال إنه من الأبدال‏.‏

وفيها حفص بن عبد الرحمن البلخي ثم النيسابوري أبو عمر قاضي نيسابور‏.‏

روى عن عاصم الأحول وأبي حنيفة وطائفة‏.‏

وكان ابن المبارك يزوره ويقول‏:‏ هذا اجتمع فيه الفقه والوقار والورع‏.‏

وفيها أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي الفقيه صاحب أبي حنيفة وصاحب كتاب الفقه الأكبر وله أربع وثمانون سنة‏.‏

ولي قضاء بلخ‏.‏

وحدث عن ابن عون وجماعة‏.‏

قال أبو داود‏:‏ كان جهميًا تركوا حديثه‏.‏

وبلغنا أبا مطيع كان من كبار الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر‏.‏

وفيها شعيب بن الليث بن سعد المصري الفقيه‏.‏

وفيها عبد الله بن نمير أبو هشام الخارقي الكوفي‏.‏

أحد أصحاب الحديث المشهورين‏.‏

روى عن هشام بن عروة وطبقته‏.‏

وعاش بضعًا وثمانين سنة‏.‏

وفيها عمرو بن محمد العنقزي الكوفي‏.‏

والعنقز هو المرزنجوش‏.‏

روى عن ابن جريج وطبقته‏.‏

وكان صاحب حديث‏.‏

وفيها محمد بن شعيب بن سابور الدمشقي ببيروت‏.‏

روى عن عروة ابن رويم وطبقته‏.‏

وكان من عقلاء المحدثين وعلمائهم المشهورين‏.‏

وفيها يونس بن بكير أبو بكر الشيباني الكوفي الحافظ صاحب المغازي‏.‏

روى عن الأعمش

قال ابن معين‏:‏ صدوق‏.‏

وفيها‏.‏

وقيل في التي سيار بن حاتم العنزي البصري‏.‏

صاحب القصص والرقائق وراوية جعفر بن سليمان الضبعي‏.‏

وثقه ابن حبان‏.‏

سنة مائتين من الهجرة في أولها أبو السرايا والعلويون بن الكوفة إلى القادسية وضعف سلطانهم‏.‏

فدخل هرثمة الكوفة وآمن أهلها‏.‏

ثم ظفر أصحاب المأمون بأبي السرايا ابن وبمحمد بن محمد العلوي فأمر الحسن بن سهل فقتل أبو السرايا في ربيع الأول وبعث بمحمد إلى المأمون‏.‏

وخرج بالبصرة خارجي وبالحجاز آخر‏.‏

فلم تقم لهما قائمة بعد فتن وحروب‏.‏

وفيها طلب لمأمون هرثمة بن أعين‏.‏

فشتمه وضربه وحبسه‏.‏

وكان الفضل بن سهل الوزير يبغضه فقتله في‏:‏ الحبس سرًا‏.‏

وفيها أحصي ولد العباس رضي الله عنه فبلغوا ثلاثة وثلاثين الف نسمة‏.‏

وفيها قتلت الروم عظيمهم إليون‏.‏

وكانت أيامه سبع سنين ونصفا‏.‏

وأعادوا الملك الى ميخائيل الذي ترهب‏.‏

وفيها توفي أسباط بن محمد أبو محمد الكوفي‏.‏

وكان ثقة صاحب حديث روى عن الأعمش وطبقته‏.‏

وفيها أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي المدني‏.‏

وله ست وتسعون سنة‏.‏

روى عن سهيل بن أبي صالح وطبقته‏.‏

وكان مكثرًا صدوقًا‏.‏

وفيها سلم بن قتيبة بالبصرة‏.‏

روى عن يونس بن أبي إسحاق وطبقته‏.‏

وأصله خراساني‏.‏

وفيها عبد الملك بن الصباح المسمعي الصنعاني البصري‏.‏

روى عن ثور ابن يزيد وابن عون‏.‏

وفيها عمر بن عبد الواحد السلمي الدمشقي‏.‏

ولد سنة ثماني عشرة ومائة‏.‏

وقرأ القران على الذماري‏.‏

وحدث عن جماعة‏.‏

وكان من ثقات الشاميين‏.‏

وفيها قتادة بن الفضل الرهاوي‏.‏

رحل وسمع من الاعمش وعدة‏.‏

وفيها أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الدؤلي مولاهم المدني الحافظ‏.‏

روى عن سلمة بن ودان وطبقته‏.‏

وكان كثير الحديث‏.‏

وفيها أبو عبد الله أمية بن أسد بن خالد أخو هدية‏.‏

روى عن شعبة والثوري‏.‏

وفيها صفوان بن عيسى القسام بالبصرة‏.‏

روى عن يزيد بن أبي عبيد وطبقته‏.‏

وفيها محمد بن الحسن الأسدي الكوفي بن التل‏.‏

روى عن فطر بن خليفة وطبقته‏.‏

وفيها في صفر محمد بن حمير السليحي محدث حمص‏.‏

روى عن محمد ابن زياد الألهاني وطائفة‏.‏

وثقه ابن معين ودحيم‏.‏

وفيها أبو إسماعيل مبشر بن إسماعيل الحلبي‏.‏

روى عن جعفر بن برقان وطبقته‏.‏

وكان صاحب حديث وإتقان‏.‏

وفيها معاد بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي‏.‏

روى عن أبيه وابن عون‏.‏

وطائفة‏.‏

وكان صاحب حديث له أوهام يسيرة‏.‏

وفيها المغيرة بن سعيد بن سلمة المخزومي بالبصرة‏.‏

قال ابن المديني‏:‏ ما رأيت قرشيًا أفضل منه ولا أشد تواضعًا‏.‏

أخبرني بعض جيرانه أنه كان يصلي طول الليل‏.‏

قلت‏:‏ روى عن القاسم بن الفضل الحداني وطبقته‏.‏

وفيها القاضي أبو البختري وهب بن وهب القرشي المدني ببغداد‏.‏

وكان جوادًا محتشمًا‏.‏

روى عن هشام بن عروة وطائفة واتهم بالكذب‏.‏

وفيها على الصحيح القدوة الزاهد معروف الكرخي أبو محفوظ‏.‏

صاحب الأحوال والكرامات‏.‏

فيها عهد المأمون إلى علي موسى الرضا العلوي‏.‏

فعهد إليه بالخلافة من بعده‏.‏

وأمر الدولة بترك السواد ولبس الخضرة‏.‏

وأرسل من العراق بهذا‏.‏

فعظم هذا على بن العباس الذين ببغداد‏.‏

ثم خرجوا عليه وأقاموا منصور ابن المهدي‏.‏

ولقبوه بالمرتضى‏.‏

فضعف عن الأمر وقال‏:‏ إنما أنا خليفة المأمون‏.‏

فتركوه وعدلوا إلى أخيه بن إبراهيم بن المهدي الأسود‏.‏

فبايعوه بالخلافة ولقبوه بالمبارك‏.‏

وخلعوا المأمون‏.‏

وجرت بالعراق حروب شديدة وأمور مزعجة‏.‏

وفيها أول ظهور بابك الخرمي فعاث وأفسد وكان يقول بالتناسخ‏.‏

وفيها توفي أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي الحافظ مولى بني هاشم وله إحدى وثمانون سنة‏.‏

روى عن الأعمش والكبار‏.‏

قال الإمام أحمد‏:‏ ما كان أثبته‏.‏

لايكاد يخطىء‏!‏ وفيها حماد بن مسعدة بالبصرة‏.‏

روى عن هشام بن عروة وعدة‏.‏

وكان صاحب حديث‏.‏

وفيها حرمي بن عمارة بن أبي حفصة البصري‏.‏

روى عن قرة بن خالد وشعبة‏.‏

وفيها سعد بن إبراهيم سعد الزهري العوفي‏.‏

قاضي واسط‏.‏

سمع أباه و ابن أبي ذئب‏.‏

وفيها علي بن عاصم أبو الحسن الواسطي محدث واسط‏.‏

وله بضع وتسعون سنة‏.‏

روى عن

قال وكيع‏:‏ أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط‏.‏

وضعفه غير و حد لسوء حفظه‏.‏

و كان إمامًا ورعًا صالحًا جليل القدر‏.‏

وفيها قتل المسيب بن زهير أكبر قواد المأمون‏.‏

وضععف أمر الحسن بن سهل بالعراق وهزم جيشه مرات‏.‏

ثم ترجح أمره‏.‏

وحاصل القصة أن أهل بغداد أصابهم بلاء عظيم في هذه السنوات حتى كادت تتداعى بالخراب‏.‏

وجلا خلق من أهلها عنها بالنهب والسبي والغلاء وخراب الدور‏.‏

وفيها يحيى بن عيسى النهشلي الكوفي الفاخوري بالرملة‏.‏

روى عن الأعمش وجماعة‏.‏

وهو حسن الحديث‏.‏

سنة اثنتين ومائتين فيها توفي على الصحيح ضمرة بن ربيعة في رمضان بفلسطين روى عن الأوزاعي وطبقته وكان من العلماء المكثرين‏.‏

وفيها أبو بكر بن أبي أويس المدني أخو اسماعيل‏.‏

واسمه عبد الحميد الأعمش روى عن ابن أبي ذئب‏.‏

وسليمان بن بلال وطائفة‏.‏

قال أبو داود‏:‏ كان داعية إلى الإرجاء‏.‏

وفيها أبو حفص عمرو بن شبيب المسلي الكوفي‏.‏

روى عن عبد الملك بن عمير والكبار‏.‏

قال النسائي‏:‏ ليس بالقوي‏.‏

وفيها يحيى بن المبارك اليزيدي المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف الأدبية‏.‏

وتلميذ أبي عمرو بن العلاء وله أربع وسبعون سنة وهو بصري نزل بغداد‏.‏

وفيها الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون‏.‏

قتله بعض أعدائه في حمام بسرخس‏.‏

فانزعج المأمون وتأسف عليه‏.‏ وقتل به جماعة‏.‏

وكان من مسلمة المجوس‏.‏